مخاطر المخدرات الرقمية تصل إلى البرلمان المغربي

 مخاطر المخدرات الرقمية تصل إلى البرلمان المغربي
آخر ساعة
الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 - 8:00

وجّهت البرلمانية نعيمة الفتحاوي سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، محذّرة من تنامي ظاهرة "المخدرات الرقمية" التي تستهدف أساساً فئة الشباب والمراهقين، وما قد تخلّفه من آثار صحية ونفسية مقلقة.

جاء هذا التحرك البرلماني على خلفية تحذير صريح أطلقه المرصد المغربي لحماية المستهلك، الذي دق ناقوس الخطر بشأن انتشار ملفات صوتية وترددات رقمية يتم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويُزعم أنها تُحدث تأثيرات عصبية ونفسية مشابهة لتلك التي تسببها المخدرات التقليدية، خاصة عند الاستماع إليها لفترات طويلة باستعمال سماعات الأذن.

وأكد المرصد، في بلاغ له، أن هذه الممارسات تمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، نظراً لسهولة الولوج إليها وغياب الوعي بخطورتها، مشدداً على أن فئة القاصرين تبقى الأكثر عرضة للاستهداف في ظل الاستعمال المكثف للوسائط الرقمية، معتبراً أن التعامل مع هذا النوع الجديد من “الإدمان الرقمي” يفرض تحركاً عاجلاً من السلطات المختصة.

وفي هذا السياق، دعت البرلمانية نعيمة الفتحاوي، في سؤالها الموجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إلى الكشف عن التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمواجهة هذه الظاهرة، وضمان حماية المستهلكين، خصوصاً الشباب، من مخاطرها الصحية والنفسية.

كما استحضرت الدعوات المتزايدة لتجريم هذا النوع من المحتوى، وحجب المنصات والمواقع التي تروج له، إلى جانب إطلاق حملات وطنية للتحسيس والتوعية.

من جهته، شدد المرصد المغربي لحماية المستهلك على ضرورة اعتماد مقاربة متعددة الأبعاد، ترتكز على التجريم القانوني الواضح، والحجب الفوري للمصادر الرقمية المروّجة، فضلاً عن تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الظاهرة.

واستند في ذلك إلى مقتضيات القانون رقم 31.08 المتعلق بحماية المستهلك، إضافة إلى النصوص الجنائية المرتبطة بتعريض حياة الغير للخطر والجريمة الإلكترونية.

وأشار المرصد إلى أن تنامي هذا النوع من التهديدات الرقمية يستدعي تحيين الترسانة القانونية والتقنية، بما يواكب التحولات المتسارعة في مجال الجرائم الرقمية، ويحافظ على الأمن الصحي والنفسي للمجتمع. كما أكد أن ضمان بيئة رقمية آمنة بات رهيناً بسياسات عمومية أكثر يقظة وتنسيقاً بين مختلف المتدخلين.

ويُرتقب أن يفتح هذا السؤال البرلماني نقاشاً أوسع حول حدود المسؤولية الصحية والقانونية في الفضاء الرقمي، في ظل تصاعد مخاطر جديدة لا تقل خطورة عن الإدمان التقليدي، لكنها تتخفى خلف واجهات رقمية جذابة وسهلة الوصول.

وتُعرَّف “المخدرات الرقمية” بأنها مقاطع أو ملفات صوتية تعتمد على ترددات معينة، يُطلق عليها علميًا اسم النغمات ثنائية الأذن (Binaural Beats)، يتم الاستماع إليها عبر سماعات الأذن، حيث تُبث ترددات مختلفة لكل أذن بهدف التأثير على نشاط الدماغ.

ويُروَّج لهذه المقاطع على أنها قادرة على إحداث حالات من الاسترخاء المفرط أو النشوة أو فقدان التركيز، وهي تأثيرات يُشبّهها مروّجوها بتأثير بعض المواد المخدرة.

ورغم غياب إجماع علمي حاسم حول تصنيفها كمخدرات بالمعنى الطبي، يحذّر مختصون من مخاطرها المحتملة، خاصة عند الإفراط في استخدامها، إذ قد تتسبب في اضطرابات نفسية، وصداع حاد، وتشويش ذهني، وقد تساهم في تعزيز سلوكيات الإدمان لدى الفئات الهشة، خصوصاً الأطفال والمراهقين.

 كما أن سهولة الوصول إليها عبر الإنترنت، دون رقابة أو تحذيرات صحية واضحة، يجعلها مصدر قلق متزايد لدى الجهات الصحية والتربوية.